افتتح رئيس الشؤون الدينية في تركيا الدكتور "علي أرباش" مسجد "آيا صوفيا" في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك خلال حفل رسمي شهد حضورًا واسعًا للجالية المسلمة والمسؤولين المحليين.

وأكد "أرباش" في كلمته خلال مراسم الافتتاح أن افتتاح المسجد يُعد مناسبة مميزة تعكس عمق الارتباط الحضاري والديني للمسلمين بمساجدهم، قائلًا: "اليوم نفتتح شقيق جامع آيا صوفيا الكبير، الذي يمثل رمزًا حضاريًا وروحيًا للمسلمين".

وأشار "أرباش" إلى أن بناء المسجد في المدينة يُعيد إلى الأذهان ما فعله النبي محمد ﷺ عند هجرته إلى المدينة المنورة، حيث كان أول ما قام به هو تأسيس مسجد قباء ثم المسجد النبوي، معتبرًا أن "المساجد كانت دومًا مراكز لنشأة الحضارات، وفي جميع الديانات كانت دور العبادة في مركز الحياة الإيمانية".

وأضاف: "منذ تأسيس أول مسجد في المدينة، كان المسلمون عند انتقالهم إلى مناطق جديدة يبادرون أولًا ببناء المساجد، إذ انتشر الإسلام وتوسع من حول هذه المساجد التي شكلت منارات للعلم والسلام والوحدة".

وتابع قائلاً: "الهدف الأسمى للإسلام هو ضمان أن يعيش الناس في أمن وسلام وتعاون. لذلك سُمّي الإسلام بهذا الاسم المشتق من السلام".

و ذكّر "أرباش" في حديثه عن أهمية السلوك الحسن بحديث النبي محمد ﷺ: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده". وأردف: "فلنحيَ الإسلام بشكل يشعر فيه الجميع بالأمان منا قولًا وفعلاً، وليكن سلوكنا انعكاسًا لرسالة الرحمة التي جاء بها النبي".

وأكد أن المساجد ليست غاية بل وسيلة لتكوين إنسان صالح وملتزم، موضحًا: "نحن نصلي ونتعبد لا لأداء شعائر فقط، بل لنصبح أناسًا أفضل، أكثر صدقًا وأخلاقًا. فلنربِّ أبناءنا في ظل هذه القيم".

وفي ختام كلمته، وبعد مراسم قص الشريط وافتتاح المسجد رسميًا، أمَّ أرباش المصلين لصلاة الظهر، داعيًا الله أن يجعل من هذا المسجد مركزًا لنشأة الأجيال على القيم الإسلامية، وأن يتقبل ممن ساهم في تأسيسه وبنائه. (İLKHA)